اسباب فشل الزواج وطرق مواجهة عوامل الفشل

مما لاشك فيه ان الزواج نعمة من نعم رب العالمين على الرجل والمرأة
فالزواج سكن ومودة ورحمة وامان واستقرار

فيقول الله تعالى في سورة الاعراف : ” هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا “

تُجمع غالبية الإحصائيات في عالمنا العربي على ارتفاع معدلات الطلاق، لذلك أسباب الخوف من فشل الزواج أمر يؤرق الكثير من المقبلين علي الزواج ، فلماذا تنتهي هذه الزيجات بالانفصال؟  الكثير من الدراسات المتعلقة بالعلاقات الزوجية توصلت إلى أسباب مشتركة تؤدي إلى انهيار هذه العلاقات، وفيما يلي أشهر أسباب الزواج الفاشل:-

السبب الأول 
 الصراعات المستمرة داخل علاقة الزواج :

يعد من أسباب فشل الزواج الصراعات المستمرة بين الرجل والمرأة داخل علاقة الزواج والتي تستمر مدة طويلة من الزمن تعمل على استنزاف الطاقة النفسية والجسدية للطرفين
كما انها تعمل على خلق مشكلات نفسية لدى الابناء نتيجة تزعزع شعورهم بالامان والاستقرار الاسري
فهذه الصراعات المتكررة تعمل على زرع بذور الشك في نفسية الابناء بخصوص استحقاق علاقة محبة مع شريك الحياة المستقبلي في علاقة الزواج
وعندما يتعب الزوجين من استمرار الصراعات الاسرية فإن انتهاء الزواج يصبح المخرج الوحيد من النفق المظلم للصراعات الاسرية  .

 الشعور بعدم التقدير داخل الزواج :

من أهم المشاعر التي يبحث عنها الطرفين داخل الزواج الناجح هو الشعور بالتقدير
ولذلك من أسباب الزواج الفاشل عندما يغيب الشعور بالتقدير في العلاقات الزوجية فإن أحد الطرفين او كليهما يقوم بالبحث عن التقدير خارج نطاق الزواج
عن طريق الدخول في علاقات عاطفية غير شرعية
من اجل إشباع الشعور بالتقدير الذي لا يتم اشباعه في علاقة الزواج .

 عدم التعامل مع المشكلات داخل الزواج :

ويعد من ضمن اسباب الفشل في الزواج الصمت عن المشكلات التي تعصف بالزواج
فعندما يتجنب الطرفين التواصل بخصوص المشكلات الأسرية فإن ذلك يعمل على زيادة المشكلات بين الزوجين
لأن المشكلات هنا لن تحل من تلقاء نفسها وانما تتزايد وتتراكم وتتضخم مؤدية إلى انفجار داخل الاسرة
وذلك نتيجة ترك المشكلات الاسرية غير محلولة مما يزيد من الفجوة بين الطرفين داخل الزواج
مما تؤدي إلى قتل الحب بين الطرفين شيئا فشيئا
مما تؤدي إلى فشل في الزواج لأن لا احد هنا منتفع من هذه العلاقة التي ماتت بين الطرفين .

 نقص في العلاقة الحميمة بين الطرفين في علاقة الزواج :

العلاقة الحميمة بين الزوجين تعمل على تقوية الرابطة بينهما كما انها تتيح مستوى اعمق من التواصل بينهما
فالعلاقة الحميمة تعمل على التخفف من الضغوط اليومية التي يواجهها الطرفين
كما انها تزيد من مشاعر الود والالفة والحب والترابط والسكينة والامان داخل الزواج
ولذلك عندما يكون هناك نقص في العلاقة الحميمة داخل الزواج فإن العلاقة هنا تواجه مشكلة تمنع الزوجين من الاستمرار في علاقة الزواج بشكل صحي
وهناك عدة علاقات زوجية تنتهي بسبب مشكلات في العلاقة الحميمة بين الطرفين .

ومن مجمل هذا يتضح ان هناك العديد من أسباب الفشل التي تجعل احد الطرفين يتخذ قراره بإنهاء الزواج
ولكن لابد من مواجهة الفشل عن طريق الوعي بهذه الاسباب حتى يتم انقاذ علاقات الزواج التي يرغب اصحابها في انقاذها ونجاح الزواج .

   الخيانة الزوجية .

الزواج تنتهي عندما يختار شخص ما أن يخون الشريك بطريقة ما، فإن التأثير على ذلك الشخص يكون مدمراً. إذ من الصعب ببساطة «تجاوز» الخيانة والمضي قدماً بسرعة، حيث يمكن أن يكون الضرر كبيراً بما يكفي ليتطلب فترة طويلة من الشفاء. ونحن تستشهد بما يقول أستاذ علم النفس ستانلي راتشمان «الخيانة هي الشعور بالأذى من جراء الأفعال المتعمدة أو الإغفالات لشخص موثوق به في كثير من الأحيان، يكون التعامل مع ألم الخيانة أمراً صعباً جداً» فما آثار الخيانة على الزواج  وفقاً لـoureverydaylife:

الغضب والقلق

عدم الشعور بالأمان

تفكك الزواج

   انهيار التواصل .

عندما يغيب  الحوار والتواصل الفعال والبناء بين الزوجين، وعندما يفقد الأزواج القدرة على مناقشة شؤونهم بمرونة وعندما لا يستطيع الأزواج إيجاد سبيل لحل المشاكل والثغرات بينهما، سوف تبدأ علامات عدم التوافق بينهما بالظهور، حيث تصبح العلاقة الزوجية مليئة بالمشاحنات والمشاكل التي قد تؤدي لاستحالة إكمال الزواج أو لمشاكل تظهر على كل أفراد هذه الأسرة.

   المسائل المالية .

  فقد ينشأ الزوجين في بيئة مختلفة مادياً، كأن تكون الزوجة من عائلة حالتها المالية أفضل من حالة الزوج أو العكس وهذه يسبب العديد من الخلافات ما يعتبر شكل من أشكال عدم التوافق ويؤدي إلى فشل الحياة الزوجية.

   العنف الجسدي والعاطفي .

   تسرب الملل .

أنواع الملل الزوجي مشاهد قصيرة يمكننا رؤيتها في معظم حياة المتزوجين تلخص حالة الملل التي نتحدث عنها، كلا الزوجين يمسك بهاتفه على الفراش ويتفحصه في صمت، ومشاهدة البرامج على التليفزيون دون حديث أو تعليق، ودقائق الصمت الطويلة حول المائدة التي لا يتخللها إلا بعض العبارات القصيرة، والنوم لفترات طويلة في الإجازات وعدم الرغبة في الخروج، وغيرها. كل هذه المشاهد وأكثر هي نتاج لتسرب الملل بين الزوجين، وقد أجرى فريق من الباحثين دراسة عن الملل الزوجي، أكدت أن الشعور بالملل قد يكون نداءً جيدًا للاستيقاظ من حالة الركود التي تمر بها الحياة الزوجية، وإشارة إلى أن بعض الأمور بحاجة للتغيير.

    نار الغيرة .

على نقيض الغيرة الطبيعية، هناك ما يُسمى بالغيرة المُفرطة، وهي التي تُشكل تهديدًا كبيرًا على العلاقة الزوجية، لأن هذا النوع من الغيرة يجعل الشريك الذي يشعر بها يفعل العديد من السلوكيات المؤذية لشريكه؛ كالتنمر اللفظي، والإساءة في المُعاملة، والعنف، ومحاولة السيطرة على الشريك بشكلٍ واضح. ومن العلامات التي تدل على الغيرة المُفرطة لدى الشريك ما يأتي:

·         التدخل في جميع التفاصيل المُتعلقة بالشريك؛ كطريقة الملبس، وتسريحة الشعر، والتصرفات، وغير ذلك. القلق بصورة مستمرة من ذهاب الشريك إلى أماكن اجتماعية خاصة. التدخل في عادات الشريك وروتين حياته.

·         ملاحقة الشريك شريكه وتتبعه في أي مكان يذهب إليه.

·         التواصل مع الشريك بشكلٍ مُفرط وطوال الوقت.

·         إظهار مشاعر العدوانية باستمرار، وعدم محاولة تقبل وجهة نظر الشريك. 

·        استباق ترتيب الأحداث بحسب ما يراها في مُخيلته. 

·        المعاناة من ضعف احترام الذات، وقلة الثقة بالنفس أيضًا. 

·        الرغبة في معرفة جميع التفاصيل الخاصة بشريكه مهما كانت.

 تربية الأبناء .

أيضاً تعتبر هذه المسألة من مظاهر أو علامات عدم التوافق بين الزوجين، حيث نجد كل منهما يرغب بتربية الأطفال وفق معاييره الخاصة وقناعاته، ما يسفر عن خلل في العملية التربوية تعود بآثار سلبية على الأطفال.

أهم وسائل إدارة الخلافات الزوجية ومواجهة عوامل الفشل 

كيفية التعامل مع الخلافات الزوجية...؟

بما أن الاختلاف بين الزوجين أمر لا مفر منه، فكيف يمكن التعامل مع الخلاف بينهما؟ : إن إدارة الخلاف بين الزوجين بمعنى أدق تكون على مرحلتين: المرحلة الأولى: قبل الخلاف، والثانية: أثناء الخلاف.

وعن المرحلة الأولى وهي قبل الخلاف: يجب أن نضع نقاطاً يتفق عليها الزوجان تكون علاجاً للتخلص من الخلافات قبل أن يصل الأمر إلى الخلاف.

هناك ثماني نقاط لو اتضحت والتزم بها الزوجان فإنها ستحد بشكل كبير من الوصول إلى الخلاف، وهذه النقاط هي:

1-    حسن الظن .

2-   الصراحة .

3-   تقدير الأمور بقدرها .

4-   الحفاظ على أسرار البيت .

5-   تغليب حالة الأريحية والانشراح .

6-   الحوار الدائم والتشاور .

7-   الاستفادة من أوقات الفراغ في تعميق العلاقة الزوجية .

8-   الاعتناء بما يسمى بالثقافة الزوجية .

وكي يكون الخلاف خلافاً راقياً على كل طرف مراعاة النقاط الست التالية:

1-   الحكم بطريقة صحيحة .

2-   الإمساك عن تأجيج الخصام .

3-   أن لا يجر الخلاف إلى استدعاء خلافات سابقة .

4-   تقدير الخلاف بقدره في القلب .

5-   تحري الزوجين ما يجري على ألسنتهما .

6-   استحضار "وإذا ما غضبوا هم يغفرون" .

وفي النهاية 

ليس هناك حياة مثالية، أو خالية من مشاكل ومنغصات، وخصوصا الحياة الزوجية، وهذا بحد ذاته ظاهرة صحية تبين ثقة الزوجين في اظهار اختلافهم في الرأي، ولكن ينبغي  أن يكون هناك قواعد ومنهجية واضحة في التعامل مع تلك الخلافات واتقان مواجهتها وكيفية التغلب علي المشكلات بالحكمة والصبر والعقلانية، ليس ضعفاً وإنما للحفاظ على العلاقة الزوجية، وصيانتها، وحمايتها من التفكك والضياع. 

موضوعات ذات صلة 

أوجه الإختلاف بين شخصية الرجل والمرأة

دورات ذات صلة

دبلوم  المستشار الأسري والتربوي

دبلوم اللايف كوتشينج

دبلوم الصحة النفسية

دبلومالمدرب الدولي المحترف